الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في صالون سوسة الدولي للكتاب: عبد المجيد الشرفي يشرّح "مرجيات الإسلام السياسي"

نشر في  15 مارس 2014  (20:33)

انطلقت مساء الجمعة الدورة الأولى التأسيسية لصالون سوسة الدولي للكتاب، وكان جمهور التظاهرة على موعد مع لقاء مفتوح مع الدكتور عبد المجيد الشرفي. الحضور كان في مستوى اللقاء والنقاش أيضا، حيث كانت البداية مع الدكتورة نايلة السلّيني التي وضعت اللقاء في إطاره لتفسح المجال للأستاذ فريد بلقاسم الذي طرح في مداخلته حول فكر الشرفي إشكاليتين لا تنفك إحداهما عن الأخرى وهما في تقديره مهمّتان من حيث إلحاحيتهما وراهنيتيهما وهما اثر الثورة في الأستاذ الشرفي من حيث ما يمثّله من بعد علمي معرفي من ناحية ومن حيث تمثيلية النخبة التونسية التي ساهمت في بناء الجامعة التونسية وفي تكوين أجيال من الطلبة والأساتذة من ناحية أخرى، وهي أيضا نخبة عاصرت حقبتين سياسيتين تميّزتا رغم ما بينهما من فوارق بنزعة إلى الاستبداد.

أمّا الإشكالية الثانية فهي مواقف الأستاذ الشرفي وكيفية تفاعله مع القضايا التي طرحت في تونس بعد الثورة ومن أي زاوية كان يتناول تلك القضايا، وإلى أي مدى كانت مواقفه بعد الثورة استمرارا لفكره قبلها، وهو ما يطرح دور المفكرين من طراز الشرفي والمثقفين في الحفاظ على مسار الثورة من أي اِنحراف وتوجيه ينأيان بها عن مضامينها وأهدافها التي حملتها شعاراتها التي نطقت بها حناجر الجماهير التي خرجت بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011.

وقد استندت بلقاسم في عرض هاتين الإشكاليتين إلى مدونة عمادها مقالات الأستاذ الشرفي وحواراته المنشورة في الصحف ومداخلاته في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والإلكترونية وكتاب "الثورة والحداثة والإسلام" وهو حوار أجرته معه كلثوم السعفي حمدة.

فيما قدم الأستاذ المنجي الأسود مقاربة لكتاب الشرفي الجديد "مرجعيات الإسلام السياسي" الصادر حديثا عن دار التنير للطباعة والنشر والتوزيع تونس – بيروت – القاهرةـ ونوّه الأسود في البداية إلى أن موضوع الكتاب لم يكن غائبا عن المؤلفات السابقة للمؤلف، ويرى أن صدوره في هذا الظرف بالذات اقتضته المرحلة بالرغم من أنه سبق للشرفي أن طرح أهم القضايا التي وردت فيه في وقت مبكر تقريبا وكأنه كان واعيا شديد الوعي بأنّ الإسلام السياسي سيكون من أهم القضايا التي وجب على الدولة الحديثة مواجهتها بالفكر ونشر الوعي سواء عند الرأي العام أو الساهرين على تربية ذلك الرأي العام من رجال تعليم ومفكرين وباحثين.

ثمّ عدد الأسود أهم محاور الكتاب على أساس سعي الشرفي منذ البداية إلى تحديد مرجعيات الإسلام السياسي من خلال وضع منهج يمكن رصده في الصفحة الخامسة حيث يثول "لابد لفهمه من وضعه في إطار تاريخي لكي نتبيّن على  المدى الطويل ما هي جذوره وما هي خصائصه وما هو مستقبله".

وأهم محاور الكتاب هي: المحور الأول حول جدور الإسلام السياسي والمحور الثاني وفيه بيان خصائص الإسلام السياسي والمحور الثالث تطرق فيه الكاتب إلى نظرته الاستشرافية لمستقبل الإسلام السياسي.

بداية مشجعة

انطلقت الدورة الجديدة بعدد هام من الناشرين ودور النشر التونسية والعربية والأجنبية وفي مساحة كبيرة وإطار جميل مؤثث يوفّر كل ما يتطلبه العارضون والجمهور، ونجد أهم دور النشر التونسية توفر كتبها الجديدة والقديمة مثل دار محمد علي ودار الجنوب ودار المعارف ودار كنوز ودار الثقافية وغيرها.

وشهد اليوم الأول رغم سوء الأحوال الجوية حضور أعداد هامة من الزائرين ولو بعدد قليل ولكنه مشجع لقادم الأيام خاصة أنّ العطلة المدرسية على الأبواب ومع البرنامج التثقيفي والترفيهي المخصص للأطفال سوف يشهد الصالون تزايدا في عدد الزوّار والمشاركين في مختلف فعالياته.